تحولت مدينة حائل بعد شتاء هذا العام وكميات الأمطار الغزيرة التي شهدتها طيلة فترة الشتاء لوجهة مميزة للسياحة البيئية، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على المقومات الطبيعية، وتطوير تجرِبة السياحة البيئية، إذ لعبت رؤية المملكة 2030 دوراً أساسياً في حماية البيئة والموارد الطبيعية في جبال أجا وجبال سلمى والنفوذ الكبير وزيادة النباتات الخضراء بنسبة عالية بسبب هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة حائل.
وينتشر الغطاء النباتي في معظم محافظات منطقة حائل، حيث يتركز في المناطق الجبلية التي يراوح ارتفاعها بين 800 و1,300 متر غربي المنطقة، وفي المواقع شبه المستوية شرقي المنطقة لخصائص التربة فيها، وحسب توزيع المحافظات يتركز الغطاء النباتي شرقي محافظة الشنان، وشمالي محافظات بقعاء.
ويعمل أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد مع فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة على حماية مواقع الغطاء النباتي في حائل ودراسة كافة المتغيرات في المساحات الخضراء وفق مبادرات برنامج التحول الوطني لتحقيق رؤية المملكة 2030، في إطار اهتمام الرؤية بالتقليل من آثار التصحر والجفاف ودعم أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها في المنطقة.
إكثار النباتات الرعوية
وتمتلك حائل منذ ربع قرن مركز إكثار النباتات الرعوية ويعتبر من المراكز المهمة لإنتاج البذور على مستوى المملكة ويجري إنتاج كميات كبيرة من البذور من مختلف أنواع النباتات البرية الرعوية التي يُخشى أن تنقرض، وعلى رأسها الغضا والأرطى والطلح.
وبحسب مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة حائل سابقاً -منطقة القصيم حالياً- المهندس سلمان الصوينع في حديث سابق لـ«عكاظ» فإن بيئة منطقة حائل تحتوي على نسبة كبيرة تصل إلى 25% من نسبة أنواع النباتات الطبيعية والرعوية في المملكة، واصفاً ذلك بالكنز الذي تجب المحافظة عليه.
جودة الحياة
وأكد مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة حائل الدكتور فهد الحسني على هامش مؤتمر حائل الدولي الثالث لطب نمط الحياة أن فرع وزارته يعمل وفق خطط الوزارة المرتبطة مع رؤية 2030 لرفع جودة الحياة وتحقيق نمط حياة صحي لسكان مدينة حائل، لنشر التوعية البيئية في قضايا البيئة. وأضاف: نعمل على أن تكون حائل مدينة صحية بسواعد أبنائها بقيادة أمير منطقة حائل، ونائبه.
إعلام سياحي
أكد رئيس مجلس جمعية الإعلام السياحي بمنطقة حائل عواد الطوالة مساهمة زيادة النباتات الطبيعية في حائل في تحسين جودة الهواء وتقليل التلوث فالنباتات تعمل على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، ما يساهم في تحسين جودة الهواء وتقليل تأثيرات التلوث البيئي إضافة إلى ذلك تعمل النباتات على ترشيح الهواء وإزالة الملوثات الضارة، ما يساهم في صحة أفضل للسكان وتحسين جودة الحياة في المدينة.
وأضاف الطوالة: اعتماد الإستراتيجية الوطنية للبيئة بجميع النطاقات البيئية، وإعادة هيكلة قطاع البيئة لعبت دوراً أساسياً في الحفاظ على التوازن البيئي للمنطقة، مشيراً إلى أن إزالة المخلفات والنفايات الصلبة من بطون الأودية والمتنزهات الوطنية وزراعة المصدّات، وبث الرسائل التوعوية للحد من الاحتطاب والرعي الجائر، والحفاظ على الموارد الطبيعية من ماء وغذاء وطاقة بتبني مبادرات تهدف لرفع الوعي من هذا الجانب وزيادة رقعة الغطاء النباتي بزرع الأشجار والاهتمام والعناية بها، كان لها الدور الأكبر في عودة الغطاء النباتي.